أني أغتاب فماذا أفعـــــل !!
آية كلنا نحفظها و يدرك معانيها
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
[الحجرات:12].
منكر و ذنب عظيم
له من الله الوعيد الشديد
∞
∞
بضاعة كاسدة
و سلعة رخيصة
لا يسعى لها و لا يحافظ عليها إلا ضعاف الإيمان ،
∞
∞
نعم
إنها
الغيبة
∞
∞
أخبرنا عنها حبيبنا محمد عليه السلام حينما قال
{ أتدرون ما الغيبة؟ }
قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: { هي ذكرك أخاك بما يكره }،
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: { إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته }
[رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي].
∞
∞
لكننا و للأسف
نعلم الحكم الشرعي لها
و خطورة الغيبة في الدنيا و الآخرة
و لم نأبه بها
و لازلنا نتهاون في أمرها تهاونا عظيما
بل أن جل حديثا بـ ( القيل و القال و فلان و فلانه )
∞
∞
أعتدنا على الغيبة حتى ألفناها
و لم نعد ننكر أمرها على أنفسنا فكيف بغيرنا
∞
∞
لكننا هنا نجدد العهد مع أنفسنا
فلعل الله يغفر لنا
( 1 )
علينا أن نتقي الله عز و جل
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
( وصيتي لكل مسلم تقوى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال
وأن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه
وذلك كثير بين الناس، قال الله سبحانه وتعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:18]،
وقال في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه:
{ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت } ).
( 2 )
لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين
بأبشع صورة مُثلت بمن يأكل لحم أخيه ميتاً
ويكفي قبحاً أن يجلس الإنسان على جيفة أخيه يقطع من لحمه ويأكل.
و أخبر عنه الحبيب عليه السلام حينما قال :
{ لما عُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم،
فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟!
قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم }.
فاستشعر في كل غيبة صورة الجيفة و أنت تأكلها و توقف !!
( 3 )
إن حديثك تنساه بمجرد إطلاق الكلمة وانتهاء المجلس،
ولكنه محص عليك، وأنت موقوف يوم القيامة حتى يقتص منك، فيؤخذ لمن اغتبتهم من حسناتك،
فإن فنيت حسناتك، أُخذ من سيئاتهم فحطَّت عليك!!.
وما أشدها من مصيبة أن تفجع في ذلك اليوم العظيم بمثل هذا
وأنت أحوج ما تكون للحسنة الواحدة.
{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء
( 4 )
استشعر هذا الحديث في نفسك دائما
قال عليهم الصلاة والسلام:
{ يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا
المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته يفضحه في بيته }
( 5 )
ابتعد عن الرفقة السيئة
فالمرء على دين خليله ولينظر أحدكم من يخالل
( 6 )
أشغل أوقات الفراغ بما يعود بالنفع في الدارين
( 7 )
كن قدوة صالحة لأبنائك وزوجك و أخوانك و رفقائك
( 8 )
أحفظ آيات و أحاديث الغيبة و النهي عنها
حتى تذكر بها نفسك دائما و تنهى عن الغيبة لمن يغتب معك
كـ قوله : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت }.
وقوله : { إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق } وفي رواية مسلم { والمغرب }.
وقوله : { كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله }.
( 9 )
تذكر قبل كل شيء من تعصي بالغيبة
هل تعصي فلان وفلان؟
هل تخالف أمر فلان وفلان؟
لا إنك تعصي الله سبحانه وتعالى إنك تخالف أمر خالقك وموجدك ورازقك
والمتفضل عليك سبحانه وتعالى، إ
نك بالغيبة تحارب الله عز وجل،
فهل تحب أن تكون ممن يحاربون الله عز وجل؟
( 10 )
حدد أين و متى تغتاب دائما
( اللقاءات العائلية )
( العمل )
( الدراسة )
( السيارة )
( الهاتف )
( الماسنجر )
ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
ضع ورقة و ملصق في كل مكان فيها من أحاديث و آيات الغيبة
مثلا ( ملصق على سماعة الهاتف )
( مكتب العمل )
( شعارا بالجوال أو ثيم )
( أسمك في الماسنجر )
و هكذا
( 11 )
أكثر و أكثر من الاستغفار و الذكر و التسبيح و التهليل و التكبير لله عزوجل
ليكن لسانك رطبا لا يطرب إلا بذكر الله عز و جل
ختاما :
تذكر قبل أن تغتاب أن الغيبة زيادة ونقصان،
فهي زيادة في ذنوبك وسيئاتك ونقصان في أجرك وحسناتك،
والسيئات والحسنات هي بضاعتك يوم القيامة،
فلك أن تختار في هذه الدنيا أن تزيد من حسناتك
أو أن تزيد في سيئاتك والرابح أو الخاسر في ذلك كله أنت فاختر لنفسك.
نفعني الله و إياكم و غفر لنا و لك